خلطت الاستشارات النيابية الملزمة في بعبدا لبضعة ساعة التحالفات السياسية والانتخابية والنيابية والحزبية وكلها لخدمة إخراج تكليف الرئيس سعد الحريري بأفضل "صورة" ممكنة وعدم إظهاره في الشكل على انه ضعيف وهزيل، وبما يعطي إنطباع ان الحريري غير مرغوب فيه مسيحياً وشيعياً ولو أيد تكليفه نصف النواب الشيعة عبر كتلة الرئيس نبيه بري.
وتقول اوساط واسعة الإطلاع في 8 آذار لـ"الديار" ان امس الاول شهد اتصالات داخلية على ارفع المستويات.
وترافقت مع اتصالات خارجية ودولية كان الفرنسي "الدينمو" المحرك لها، في حين وصلت إشارات اميركية وسعودية الى الحريري عبر قنوات محددة ان لا ممانعة ولا "كارت بلانش" للقوى الداخلية والحريري والرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل و"حزب الله"، فهناك عدم عرقلة ولكن يراقب الطرفان تشكيلة الحكومة شكلها ونوعية وزرائها ومن سيشارك فيها وحجم ونوع تمثيل "حزب الله" فيها.
وتقول الاوساط ان الاتصالات الداخلية تركزت على جبهة "بيت الوسط" وعين التينة، في حين لم ينقطع التواصل بين الحريري والقوى الاخرى من كتلة الحزب "القومي" النيابية الى النواب المستقلين.
وتعكس الاوساط ان اجواء الاتصالات كانت ايجابية وعلى ما يبدو هناك نوع من التفاهمات والضمانات بين القوى الاساسية والرئيس الحريري لتأليف سريع للحكومة، ومع تقديم تسهيلات وضمانات متبادلة وبالتشاور الحثيث والكثيف وبعد تبديد ازمة الثقة التي خلفتها فترة تكليف مصطفى أديب والادارة الخاطئة لملف التأليف.
وتكشف الاوساط عن مروحة اتصالات بين قوى 8 آذار و"الثنائي الشيعي" ولا سيما "حزب الله" الذي يتشاور مع حلفائه بعد التكليف لتنسيق المواقف وإبداء المطالب المحددة. والتي تركز على تمثيل قوى 8 آذار بما يليق بكتلها النيابية وتمثيلها مع إبداء مرونة في المشاورات ولكن من ضمن تحقيق الحد الادنى الطبيعي من المطالب المشروعة.
وتؤكد الاوساط ان الاستشارات التي يجريها الحريري اليوم في عين التينة ستكون كافية لتبلغه المطالب كافة وللاستماع منه عن التقدم الحاصل في المبادرة الفرنسية والطروحات الجديدة. وتلفت الاوساط الى ان تفاؤل الرئيس نبيه بري والذي عكسه من بعبدا امس منطلق من تصميم الفرنسيين على عدم تفويت الفرصة الحكومية مرة ثانية، وان لا يكون رصيد الرئيس الفرنسي
ايمانويل ماكرون على المحك مجدداً ولا سيما بعد الإحراج الذي تعرض له بعد فشل تكليف أديب.
وفي شكل الاستشارات امس تؤكد الاوساط ان ابرز حدثين كانا تصويت "الكتلة القومية" للرئيس الحريري وكذلك تسمية النائب نهاد المشنوق للحريري بما يعكس "رسالة تقارب" واعادة ترطيب العلاقة مع الحريري، كما يعكس وجود مباركة خليجية سعودية –اماراتية عبر المشنوق والمعروف ان علاقاته واسعة عربياً وخليجياً.
في حين برز واضحاً تمايز كل من النائبين عدنان طرابلسي وجهاد الصمد عن نواب "اللقاء التشاوري" الذين رفضوا التسمية في حين كان معلوماً ان "حزب الله" سيسير مع قرار باسيل في عدم تسمية الحريري .
ولكن عدم تسمية الحريري في التكليف لا يعني ان الاتصالات مقطوعة مع الجانبين في التأليف وسيكون هناك تشاور لحل العقد ولا سيما بين الحريري وباسيل.